..
في زمن ٍ ما كان هناك رجلٌ يكتب !
كانت الكتابة كل حياته .
طريقته الساحرة في السرد أخّاذة .
يكتب و كأنه نبي أو إله ،
تأتيه الكلمات طواعيةً دون عناءٍ أو مشقة .
في محرابه هناك تجد الإعجاز ،
كل سطرٍ يحملك من معنى إلى آخر من دون أن تشعر
كان الخيال صديقه المقرب و الإحساس ثالثهما
كانوا كالثالوث المقدس لا تستطيع الاقتراب منهم
أو تجاوزهم .
هو أقرب للساحر يلقي بتعويذته على الكلمات
و تصبح تحت تصرفه .
كانت نصوصه أشبه بالخيال !
و كانت كلماته ترقص على أوتارٍ من مطر ،
هو يعزف و الكلمات ترقص و هكذا حتى ينتهي.
هو كالغيم يأتي محملاً بكل جميل
و يهطل و نحن ننهل من معين هتانه .
يمتزج إحساسه مع خياله الخصب - و الخصب جداً -
و يبقى من يقرأ في دهشةٍ كما لو أنه لأول مرةٍ يقرأ !
بينما الحقيقة هي مجرد كلمات امتزجت بإحساس و خيال كاتب .
و لكنه لم يكن كأي كاتب .
..