
أحلام ْ ..
تلك َ الأعجوبة ْ التي تَحدث َ عنها الشُعوب ُ من َ الألف ِ الى الياء ِ
من يوم َ هطل َ أدم َ ..على الأرض ِ .. حتى القيامة ْ ..
لا أظن ُ أن َ التَبرجات ْ التي يمارس ُ دوزناتِها ْ .. القدر ْ تعي ْ حجم َ الأنين َ
الذي يجتاح ُ الأحلام ْ .. المذبوحة ْ على شُرفة ِ .. الأقلام َ...
لا أظن ُ أن َ التقديس َ.. يرائي ْ .. في غيهب ٍ .. مجروح ٍ .. كالذي يغوص ُ في ملحمة ِ الشجر ْ ..
فالشجر ُ يا صاحبي ْ ينتظر ُ سُقيى ْ من ْ بحيح ِ الغيم ِ.. لينتفض َ كهائج ٍ .. يروي ْ
عطش َ أصابعَه ُ .. من مفردة ٍ تتقوس ُ على منكبي ْ .. الغيم ْ ..
فالغيوم ُ ... هي َ تلك َ.. الأحلام ُ الذي نروي ْ بها ظمأ َ.. الدُخان َ.. الذي يتعالى ْ
من ديمومة ٍ ثكلى ْ .. تَظن ُ بأنها ْ .. قادرة ً.. بأن تَمُس َ.. صدرا ً أو نظاما ً كونيا ً.. في جَسد ِ البشر ْ .. فالنشوة ُ يا صاحبي ْ .. هي َ أن تصل َ لمرحلة ٍ لا تقوى ْ بها ..ْ ..مسح َ التَعَرُق َ..
الذي يجتاح ُ جبينا ً.. به ِ.. حرفا ً.. وقصيدا ً... ودما ً متخثرا ً.. يُسمى أحلام َ..
فيا ليت َ.. الغيوم َ.. كأنها أحلام ٌ .. فوق َ صدورنا ْ ..
فكُنا ْ .. نعلم ُ أنها في يوم ٍ من َ الأيام ِ .. سَتَلد ُ أطفالا ً.. نبتسم ُ
عندما ْ تَخز ُ جِباها ً بِنا ْ ... تسمى ْ .. قَطرات ُ المطر ْ ...!!
+*
عظيم ْ ..
أن تَبتكر َ طريقة ً جديدة ً .. تَحقُن َ .. الوجع َ في كُرسي ٍ خشبي ٍ ..
يتمدد ُ على قارعة ِ طريق ٍ .. يأكل ُ من وجهي ْ ويأكل ُ من ثغري ْ ضريحا ً.. مُمتدا ً
من رئتي ْ .. لشفتي القَمر ْ .. يا أنت َ.. !!
أنا لست ُ ببائع ِ الكِبريت ِ.. أو أروي ْ القِصص َ الخُرافية ْ .. بين َ أنثى ْ ومطر ْ ...!!
لكنني يا صديقي ْ .. مجرد ُ .. رئة ٍ تكونت ْ من مصل ِ الألم ْ ...
وأنعجن َ المصل ُ .. الهمجي ُ .. في رئتي ْ .. الذي أسموه ُ في دواوين ِ العِلم ِ... زَفير َ.. الوجع ْ ..!
لا أعلم ُ ان كُنت َ ممن َ مر ّ بقبري ْ .. ووضع َ قُبلة ً ودمعة ً.. وكَلمة ً.. وورقة ْ ..
فَكُل ُ الأشياء ِ أعبث ُ بها ْ وأنت ْ أحترق ُ .. بين َ.. سطرين ٍ .. وحرفين ٍ ..
ومبضع ُ .. ألم ْ ...!!
فعندما ْ .. يتألف ُ من كَبد ِ السماء ِ .. مطرا ً.. عندها ْ .. أعلم ُ أن ظِلالي ْ ..
أمست ْ .. شراشفا ً.. بشتى ْ الألوان ِ.. تُغطي الألم ْ ..
فأحيانا ً لا أرمق ُ في دوجنات ِ الهوى ْ .. الا ْ .. صرخة ُ أرض ٍ .. وصرخة ُ حُنجرة ْ ..
ومَطر ُ ألم ْ ...
أرى ْ في سمائي ْ .. نجوما ً.. تَبكي ْ .. وطيورا ً تَبكي ْ .. وسنابل َ قمحا ً نبتت ْ في ضفاف ِ الغيم ِ..
أرى ْ .. طبشورا ً ينادي ْ .. جُدرانا ً.. يستكين ُ في جَدول ِ.. أنين ٍ بها ْ .. ويتأرجح ُ .. الصوت ُ
المصلوب ُ .. على رفيف ِ ..أمنياتِها ْ ..
يا أنت َ .. يا خريف ْ ..!!
أعطني ْ .. قلما ً.. وورقة ْ .. لأغزو ْ لك َ.. مدينة َ الشمس ِ..
وأبتدي ْ .. برسم ِ ميناء ٍ.. ترسوبها ْ .. سفينتي ْ ..
ورصيف ٍ .. أتمدد ُ .. على ناصية ٍ له ُ ... ويمضي ْ .. الزفير ُ فوق َ جَسدي ْ .. طُقوس َ...!!
+*

+*/
أنت َ لا تدري ْ يا صديقي ْ .. أنني ْ .. أرى ْ .. أجسادا ً فوق َ تلك َ الكراسي ْ ..
تنتظر ُ .. أن تبكي ْ السماء َ.. فتفتح ُ ثغورها ... وتقضم ُ .. الأفيون َ .. من كواحل ِ المطر ْ ..!!
أتعلم .ْ . أن َ القطرة َ.. تبكي ْ .. وتبتسم ْ .. وتحزن ْ .. وتنوح ُ ..
على ضفاف ِ دجلة َ كأنها ْ .. خُزامى ْ .. تربت ْ .. على سواعد ِ .. الماء ِ..
وسرقوا .. من بين ِ أيديها ْ ... الذكرى ْ ...!!
أرى ْ .. السماء ُ .. تتغير ُ ألوانا ً.. بها ْ .. كلما ْ .. تنفست ُ ..
كلما ْ .. ناديت ُ .. كُلما ْ .. شعرت ُ .. بالألم ْ ...!!
فالوسائد ُ .. يا صديقي ْ .. لو كان َ.. لها ْ .. ألسنة ٌ .. لرأيت َ.. الأحلام َ..
بعد َ الأستيقاظ ِ.... رُكاما ً.. من َ الورق ْ ....!!
+* صَنوبر ......!
كُنت ُ قد ْ زرعت ُ بسقف ِ داري ْ شتلة ُ صَنوبر ْ ..
لا أعلم ْ فَسِرّ ُ تلك َ الشجرة ْ .. عظيم ُ ..
فلها ْ أوراقا ً.. ليست ْ كالورق ْ ..
ولها ْ شفاه ٌ .. ليست ْ .. كالشفاه ْ .. ولها ْ .. أجسادا ً.. وجذورا ً.. وينابيعا ً..
تتألف ُ .. من رئتيها ْ .. قصيدا ً... وجُمل ْ ...!!
وعندما ْ .. رأيت ُ .. السقف َ يتعرق ْ .. عَلمت ُ .. أن َ الصنوبر َ يبكي ْ ..
أن َ الصنوبر َ بدأ .. الطقوس َ التي يُرخي ْ بها ْ الرأس ُ كبير َ.. الأساقفة ِ..
في مملكة ِ.. الروم ِ.. ومملكة ِ الألم ْ ...!!
أتعلم ْ .. يا صاحبي ْ ..
قرأت ُ ديوانا ً... في ما مضى ْ ... نُقش َ.. على نهديه ِ...
( أن تفقد َ.. جزءا ً.. من َ الجَسد ْ ..
خيرا ً.. من أن تفقد َ.. جزءا ً.. من َ الروح ْ ....)
عندها ْ .. أيقنت ُ .. أن َ الصنوبر َ... يبكي ْ . لأنني ْ .. قطفت ُ .. ذرة ً واحدة ً من أرواحها ْ ...!!
وما الصنوبر ُ .. في ألفيَتِنا ْ .. وما البشر ْ ...!!
+*
أشرِعة ُ الأنين ِ تنتصب ُ .. كُلما دق َ ناقوس ُ الفقد ِ....!!
أتعلم ْ .. كيف َ ..يكون ُ الجسد ُ مصلوبا ً.. على غصن ِ شجرة ْ ..
وقد دُ ق َ في ساقاه ِ.. ازميل ْ .. وفي شفتيه ِ ازميل ْ ..
وفي عينيه ِ .. ازميل ْ .. وفي رئتيه ِ ازميل ْ .. وفي جبينه ِ .. قصيدة ُ .. وجع ْ ...!!
هكذا ْ هو َ الفقد ُ يا صاحبي ْ ..
رؤية ْ .. قد خَلَفت ْ .. رملا ً .. أسودا ً.. ومطرا ً أسودا ً..
وقوافلا ً... تُحرق ُ .. الشعوب َ.. برمقة ِ عين ٍ.. كأنها ْ ..
ذُبابا ً.. أو حبات ُ حصى ْ .. تراكمت ْ على قَبر ِ.. الذبول ْ ..
عندما ْ .. يتوهج ُ الفَقد ِ في رئة ِ الأدم ْ ..
أسمع ُ .. بين َ الحصى ْ أسفل َ أقدامي ْ نحيبا ً.. وصُراخا ً.. لا علاقة َ للأمر ِ
بأجناس ِ الخُرافة ِ التي ينتمي لها الحصى ْ .
لكنهم ْ .. يكونوا في حالة ِ الغرق ِ . . من دَمع ٍ استباح َ حُرمة ً ديارِهم ْ ..
ونقش َ .. الخطوط َ الفروعنية َ.. والأغريقية َ... على نهود ِ النساء ِ بهم ْ ...
فمجتمع ُ الحصى ْ يا صديقي ْ .. بات َ.. الأن َ.. قُلوب ُ البَشر ْ ....!!
أترى ْ .. أن َ هُناك َ.. في مجرة ٍ أخرى ْ .. أتحدى ْ .. أن يكون َ.. بذات ِ التأثير ِ..
الذي يُفقد ُ .. جسدي ْ .. القُدرة َ... على الحديث َ... والحِراك َ.. والنقش ِ على الحجر ِ
والرسم ِ.. والتمتمة ِ وخواصر ِ الورق ْ ...!!
+*
يا صديقي ْ ...
هُناك َ مسافة ٍ صغيرة ْ بين َ المطر ِ والندى ْ .. قد سُميت ْ في كُتب ِ الجغرافيا ْ ..
وكُتب ِ التضاريس ِ..أدم ْ ..
فحتى ْ الأزقة ْ التي رميت ُ أثقالي ْ .. على سواعد ٍ بها ْ .. بقطرات ِ الندى ْ .. بكت ْ ..
فقد فضوا بكارَتَها ْ .. وشنقوا النهود َ بها ْ .. فأدم َ.. يا صديقي ْ ..
عندما ْ يحترق ْ .. ترفع ُ ممالكَ الفُرس ِ والروم ِ .. الرايات َ .. السوداء ْ ..
ويسود ُ .. في أثينا ْ ... هدوءا ً.. عظيم ُ ...
لا أعلم ْ ..أن كُنت ُ الأن َ في رجاحة ِ العقل ِ أدور ُ .. أم أن َ التبغ َ.. أكل َ .. جزءا ً صغيرا ً.. من جُنوني ْ ...
+*
أيعقل ْ ... أننا ْ .. في زَمن ٍ .. بات َ الطفل ُ يخشى ْ .. الوصول َ.. لكوكب ِ الأرض ِ ..
فان كان َ الماضي ْ .. عصيب ٌ .. والحاضر ُ .. موت ٌ .. فكيف َ المُستقبل ُ ..
في صوت ِ الصدور ِ... عند َ الأحتراق ِ..
تلك َ الأوركسترا ْ التي ترتل ُ .. جمهورية َ.. كاملة ً.. من َ الأسى ْ ..
تمنع ُ عن رئتي ْ .. لُغة َ التَصور ْ .. وتحذف ُ من قاموسي ْ ..
أصناف َ المحار ِ.. التي احتفظت ُ .. بها ْ .. منذ ُ أن كُنت ُ طفلا ً أحبو ْ ..
فكُل ُ المارين َ من هنا ْ كانو ْ أطفالا ْ.. وحالمين َ.. وبكائين َ..
فأنحني ْ .. وأكثر ْ .. لكل ٍ .. من قال َ.. أنني طفل ٌ ... أحاول ُ رسم َ.. خيالي ْ ...!!
آدم الجمعة 7- ذو الحجة- 1431 هـ الموافق 12-نوفمبر- 2010 مـ 10:07 مساءآ